أشعلت جماهير الوداد الرياضي مدرجات مركب محمد الخامس خلال مباراة الكلاسيكو ضد الجيش الملكي، بتيفو ضخم حمل صورة أحد أعمدة تاريخ النادي الأحمر، ويتعلق الأمر بمحمد أنور المعروف باسم “الشتوكي”.
ونجحت جماهير الوداد في رسم لوحة إبداعية بمدرجات مركب محمد الخامس، حيث تواجدت صورة محمد أنور الشتوكي على اليسار، وكُتب بجانبها عبارة “منبع الأساطير”.
لكن من هو الشتوكي.. ولماذا اختارته جماهير الوداد ليكون “بطل التيفو” في مواجهة الجيش الملكي خلال مباراة كلاسيكو الدوري المغربي؟
يُعد الشتوكي أحد أبرز نجوم نادي الوداد الرياضي خلال فترة الحماية الفرنسية، حيث تألق كلاعب هجومي يتمتع بمهارات فنية عالية ورؤية مميزة للعب.
وساهم الشتوكي إلى جانب لاعبين آخرين مثل ادريس جوماد، وعبد السلام عاطف، في ترسيخ مكانة الوداد كرمز للمقاومة الرياضية في وجه الاحتلال الفرنسي، وواجهة للشعب المغربي الطامح للاستقلال والهوية.
واحترف الشتوكي بنادي نيس الفرنسي، في الفترة من 1942 إلى 1945، قبل أن يعود إلى الوداد حيث عمر بها إلى 1958، وبعد تألقه مع الفريق الأحمر، تلقى عرضًا كبيرًا من نادي برشلونة الإسباني للانضمام إلى صفوفه.
لكن المفارقة أن هذا الانتقال لم يتم، بعدما رفض الملك الحسن الثاني رحمه الله (ولي العهد آنذاك) السماح له بالمغادرة، حيث طالبه بالبقاء داخل الوطن في فترة كانت تحتاج فيه المقاومة المغربية إلى رموز قوية في مختلف المجالات، بما في ذلك كرة القدم.
في 1958، تلقى الشتوكي أمرًا جديدًا من الحسن الثاني، حيث طلب منه تولي تدريب الجيش الملكي، وبعد الترحيب بالفكرة، أكد أنه يُريد الانضمام للفريق العسكري لاعبًا لا مدربًا.
وحينها طلب منه ولي العهد آنذاك، الجمع بين التدريب والممارسة كلاعب، ليُصبح بذلك أول مدرب في تاريخ نادي الجيش الملكي، حيث توج معه بلقب كأس العرش عام 1959، ليدوّن اسمه في سجل المؤسسين لنجاح الفريق العسكري.