نادية أبرام
سميرة الحداد البطلة المغربية التي لمع اسمها في عالم رياضات الفول كونتاكت والتاي بوكسينغ والملاكمة ، اثر إحرازها على بطولات عالمية ، تعتبر واحدة من ضمن عشرات المغربيات اللواتي يقمن في قطر وتميزن في مجال عملهن ، حيث تمارس شغفها الرياضي عبر مجال التدريب.
والبطلة الحداد ، التي حصلت على عدة شهادات وطنية ودولية في مجال التدريب ، ومارسته في نوادي رياضية بالمغرب من قبل ، حظيت باهتمام نادي “ذا كيج سبورت “، أعرق وأفضل نادي في فرع رياضة التاي بوكسينغ والملاكمة بقطر، الذي اختارها لتكون ضمن طاقمه التدريبي .
قبلت البطلة المغربية التحدي لتدريب فتيات على رياضة ، مازالت في هذا البلد الخليجي المحافظ، تأخذ على أنها رياضة لا تنسجم مع بنية الاناث ، وتتطلب جرأة كافية ، لكن شجعها على ذلك ، عزم قطر على دعم الرياضة بكل أنواعها وسط الإناث ، خاصة وأن لجنة رياضة المرأة التابعة للأمانة العامة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة ، تبذل جهودا لتمكينهن من الحصول على فرصة لممارسة الرياضة وتحقيق التفوق .
وتتوخى البطلة سميرة الحداد ، كما عبرت عن ذلك لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بعد مساهمتها مع فريق النادي في تنظيم أول بطولة نسائية للتاي بوكسينغ سنة 2017 ، وأول بطولة نسائية في الملاكمة سنة 2019 وحققت نتائج مشجعة ، الرفع من رقم المنخرطات في هذه الرياضة ، لتأخذ المكانة التي تستحقها.
ولا يتوقف طموح سميرة الحداد ،عند دورها كمدربة وتسجيل النتائج ، بل تأمل صادقة ، في نقل حجم شغفها وحبها لرياضة التاي بوكسينغ ، التي أهدتها الألقاب وجعلت منها إسما صعبا في البطولات العالمية ، إلى شريحة واسعة من الفتيات ، وألا تنحصر ممارستها لدى البعض ، في ضبط الوزن أو الحفاظ على اللياقة البدنية.
والفتيات في قطر ، وفق سميرة الحداد ، مازالت تستهويهن أكثر أنواع معينة من الرياضات ، مثل القنص والفروسية والرماية ، وتنس الطاولة ، وألعاب القوى ، وأيضا كرة القدم ، ويشاركن في المنافسات العربية والآسيوية ، ويحصدن الميداليات ، لتظل بعض أنواع الرياضات القتالية ، بعيدة نسبيا عن اهتمامهن ، كما هو الشأن في أغلب الدول العربية ، عكس المغرب ، الذي سجل تطورا مهما في هذه الرياضة وأنجب العديد من البطلات .
بالمقابل ، تقول الحداد ، هناك منتخب نسائي قطري قوي في رياضة التايكوندو ، وله حضور وازن ، يشارك في المنافسات ضمن المنتخبات العربية والعالمية ، بفضل دعم الاتحاد القطري للتايكوندو والجودو والكاراتيه .
لكن ، تعتبر البطلة المغربية ، أن دعوتها للالتحاق بالنادي القطري لتدريب الإناث ، جاء بفضل وجود إرادة حقيقية للنهوض بهذه الرياضة لديهن ، وهو ما يتطلب أيضا ، إحداث أندية متعددة ، لتنظيم بطولات وطنية تساعد على انتقاء أعضاء منتخب نسائي متكامل مؤهل وقادر على خوض النزال دوليا.
سميرة الحداد ، التي يحدوها أمل كبير في أن تساهم في الارتقاء بهذه الرياضة إلى المستوى الذي تثمر فيه بطلات قطريات من ذهب ، ترعرعت ما بين الرباط وسلا ، في حضن أسرة شجعتها على ممارسة هذه الرياضة التي أحبتها منذ صغر سنها ، دون أن تهمل الدراسة ، التي أكملتها حتى حصولها على إجازة في اللغة العربية وآدابها تخصص لسانيات.
وبمساعدة الأخ الأكبر الذي كان بدوره مدربا رياضيا في كمال الاجسام ، انخرطت سميرة الحداد في 1995 ، في نادي رياضي محاذ لبيت الأسرة ، لممارسة رياضتها المفضلة ،الكيك بوكسينغ والرياضات المشابهة ، ثم انتقلت إلى نادي رياضي آخر في 2002 ، لتدشن أولى مشاركاتها في البطولة الوطنية ، فحلت في المركز الثالث .
وخاضت بعدها سميرة الحداد، منافسات بطولة المغرب سنة 2003 حيث حصلت على المركز الاول ، فتم اختيارها ، على اثر هذه النتائج ، ضمن عناصر المنتخب الوطني للكيك بوكسينغ والرياضات المشابهة ، فشاركت في البطولة العربية بتونس حصلت فيها على الميدالية الذهبية ، وفي سنة 2004 حصلت على ذهبية كأس العالم للكيك بوكسينغ بهنغاريا ، وفي 2005 على ذهبية في بطولة العالم للتاي بوكسينغ بمدينة أكادير.
كما حازت سميرة الحداد سنة 2006 ، على ذهبية بطولة العالم للمواي تاي بتايلاند ، وفي نفس السنة على ذهبية بطولة العالم للكيك بوكسينغ بهنغاريا ، وفي سنة 2007 على فضية بطولة العالم للتاي بوكسينغ بيوغوسلافيا.
وبالموازاة مع تألقها في رياضة الكيك بوكسينغ ، تم إدماجها ضمن فريق الفتح الرباطي للملاكمة للمشاركة في أول بطولة نسائية سنة 2003 ؛ فأبلت فيها بلاء حسنا ، حيث حصلت على المركز الاول ، لتكون بعدها ضمن تشكيلة أول منتخب نسائي في الملاكمة، فحصدت ذهبية بطولة المغرب لسنوات ، 2003 ، و2004 و2005 ، و2010 ، وهي السنة التي حصلت فيها أيضا على فضية بطولة افريقيا للملاكمة بالكاميرون .