في زمنٍ كانت فيه القمصان تُباع على وقع أهداف الفرنسي كيليان مبابي ولمعان اسمه في سماء موطنه مع باريس سان جيرمان ثم ريال مدريد، دخل فتى اسمه لامين يامال إلى السوق، لا بصخب التصريحات أو بأموال العقود، بل بأثرٍ هادئ وموجٍ عارم غيّر خارطة المبيعات في كامب نو والليجا بأسرها.
لامين يامال، جناح برشلونة الشاب، أصبح بلا منازع النجم الأول في مبيعات قمصان النادي الكتالوني، بل واعتلى صدارة ترتيب الأكثر مبيعًا على مستوى الدوري الإسباني متفوقًا على كيليان مبابي، النجم القادم لقلعة اللوس بلانكوس والذي حظي بتقديم أسطوري في سانتياجو برنابيو صيف 2024.
رغم الزخم الجماهيري والإعلامي الذي رافق قدوم مبابي، إلا أن تأثير يامال في الأسواق والمتاجر وعلى منصات البيع كان أقوى وأعمق، وفقًا لمنصة “فوتي هيدلاينز” العالمية المتخصصة في الاقتصاد الرياضي، تصدر برشلونة ترتيب أندية العالم في مبيعات القمصان خلال عام 2024 بإيرادات وصلت إلى 179 مليون يورو، متفوقًا بفارق 24 مليون يورو على غريمه ريال مدريد
مصدر هذا التوهج لم يكن سوى الرقم 19 الجديد في البلوجرانا، الفتى القادم من ماتارو والذي بات الواجهة الأبرز لمشروع النادي الرياضي والتجاري في آنٍ معًا.
مارك سيريا، الخبير الاقتصادي في شؤون برشلونة، يرى أن ما يحدث مع يامال يشبه في أبعاده السوقية ما حدث مع مايكل جوردان حين أصبح وجه الامتياز الأبرز لفريق شيكاغو بولز في التسعينيات.
وأكد أن المقارنة لم تعد مبالغًا فيها، بل واقعية بالنظر إلى التأثير المتزايد للاعب على الجيل الجديد من الجماهير، وعلى مبيعات برشلونة عالميًا.
وأشار سيريا إلى أن التحول الأكبر يكمن في الجانب الرقمي، حيث يرى أن جذب لاعب بحجم تأثير يامال وربطه بالمنصات الرقمية يمثل استثمارًا نوعيًا للنادي، متسائلًا خلال ظهوره في برنامج “ما هي الألعاب؟” عن قدرة برشلونة على تعظيم الفائدة من نجم المستقبل ووجهه الإعلامي الصاعد.
وإذا كانت أيام تقديم مبابي شهدت بيع حوالي سبعة آلاف قميص في اليوم الأول، وهو ما فاق حتى ما حدث مع كريستيانو رونالدو في صيف 2009، فإن لامين يامال تجاوز هذا الرقم بسهولة حين طُرح قميص برشلونة للموسم الجديد 24/25 في يوليو الماضي، رغم تأخر طرح القميص بسبب المفاوضات الطويلة مع شركة نايكي، الأمر الذي منح الجماهير مزيدًا من الترقب والاشتياق للمنتج الجديد.
وفي الساعات الأولى من توفر القميص على المتجر الرسمي للنادي، نفدت معظم المقاسات من قميص الرقم 19 الخاص بيامال، سواء للأطفال أو الكبار، في مشهد لم تشهده متاجر البارسا منذ سنوات، تلك اللحظات لم تكن فقط مؤشرًا على الطلب المرتفع، بل إعلانًا صريحًا أن نجم اللحظة في عالم كرة القدم ليس فرنسيًا يرتدي الأبيض، بل إسباني الأصل والهوية، يراوغ على الرواق ويرتدي القميص الكتالوني بفخر.
اليوم، وبينما يواصل مبابي البحث عن بصمته الأولى بقميص الميرنجي، يضع يامال توقيعه على لوحات الإعلانات، ويُسمع اسمه في كل متجر رسمي لبرشلونة، ليس فقط لاعبًا للمستقبل، بل حاضرًا يُباع ويُشترى ويُحتفى به كما لو كان قميصه قطعة من الحلم الكتالوني الذي لم ينتهِ.