التايكوندو المغربي يدخل تحديا سابعا بأولمبياد باريس بأهداف مغايرة
بعد المشاركة في ست دورات على التوالي للألعاب الأولمبية سنوات 2000 بسيدني و2004 بأثينا و 2008 ببكين و2012 بلندن و2016 بريودي جانيرو و2020 بطوكيو، تدخل رياضة التايكوندو المغربية تحديا سادسا بأهداف مغايرة، وتجاوز مرحلة المشاركة من أجل المشاركة. وسيكون المغرب ممثلا في دورة باريس الأولمبية بالبطلتين أميمة البوشتي (وزن أقل من 49 كلغ) ، التي تشارك لثاني مرة في الأولمبياد بعد دورة طوكيو 2020، وفاطمة الزهراء أو فارس (أكثر من 67 كلغ). وكانت أبو فارس حجزت تذكرة التأهل إلى أولمبياد باريس بعد تألقها خلال البطولة الإفريقية بدكار (9-10 فبراير)، بتغلبها على الغينية أيونغ فيرونيكا، في النهائي بمجموعتين مقابل لا شيء (2-0)، فيما منح الاتحاد الدولي للتايكوندو بطاقة التأهل الثانية للأولمبياد لأميمة البوشتي بناء على آخر تصنيف عالمي (المركز الثامن)، بعد سحب وزن أقل من 49 كلغ من الإقصائيات المؤهلة لهذه الألعاب عن منطقة أوقيانوسيا. وجاء قرار الاتحاد الدولي بمنح هذه البطاقة للبوشتي بناء على قرار محكمة التحكيم الرياضية الدولية (طاس) عقب الدعوة التي رفعها فريق اللاعبة الكورية الجنوبية، مي روكانغ، بدعوى أحقيتها بهذه البطاقة رغم أنها كانت تحتل المركز التاسع عالميا بعد حصر لائحة المؤهلات للأولمبياد (6 يناير 2024). ومثلت رياضة التايكوندو المغرب على نحو أمثل، وكان لها شرف الصعود لمنصة التتويج في أكثر من مناسبة بدءا بكأس العرب (دورة دبي) حيث انتزع المنتخب المغربي 13 ميدالية (3 ذهبية و3 فضية و7 برونزية)، ثم تألقت قاريا بنيل المنتخب الوطني لقب بطولة إفريقيا للأمم بكوت ديفوار باحتلاله المركز الأول برصيد 11 ميدالية (7 ذهبية و1 فضية و3 برونزية). وتصدر المغرب الترتيب العام للبطولة في فئتي الذكور والإناث متقدما على مصر بذهبيتين وأربع فضيات وسبع برونزيات، ثم كوت ديفوار بذهبيتين وخمس فضيات وثلاثة برونزيات. ولم تقتصر إنجازات رياضة التايكوندو النسوية على الصعيدين العربي القاري، بل انتزعت الاحترام عالميا إثر احتلال المغرب المركز الثاني ونال بالتالي الميدالية الفضية في منافسات بطولات كأس العالم للفرق إناثا، التي أقيمت بمدينة شونشون الكورية بداية يوليوز الجاري. واعتبارا للانجازات التي حققتها رياضة التايكوندو قال رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكوندو ،إدريس الهلالي، “إن رياضة التايكوندو باتت مدينة للمغرب بميدالية أولمبية، خاصة وأنها تشارك للمرة السابعة، رغم أنها توجت بذهبية وفضية في الألعاب الأولمبية للشباب”. وأضاف الهلالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التايكوندو الوطني كان خلال مشاركاته السابقة قاب قوسين أو أدنى من إدراك التتويج الأولمبي، ولا يزال يصر على تحقيق هذا الإنجاز المفقود، معتبرا أن المشاركة السابعة على التوالي في الألعاب الأولمبية تعد تحديا جديدا للاعبات والإدارة التقنية باعتبار قوة المنافسة التي تشهدها مثل هذه التظاهرات الرياضية ومستوى البلدان المشاركة. وبعد أن عبر عن أسفه لعدم تأهل أي بطل في فئة الذكور بالنظر إلى المنافسة القوية التي شهدتها الإقصائيات الإفريقية، أوضح الهلالي أنه “بفضل العزيمة القوية والرغبة الأكيدة للبطلات المغربيات في تسجيل أسمائهم ضمن المتوجين باللقب الأولمبي، بإمكان الفريق المغربي، أن يخلق المفاجأة ويصعد إلى إحدى درج منصة التتويج”. من جهة أخرى، لفت رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو إلى أنه استعدادا لهذا المحفل العالمي، خضع الفريق الوطني لعدة تربصات إعدادية، كان آخرها بالمركز الأولمبي العالمي بكوريا الجنوبية، بعد المشاركة في سلسلة كأس العالم للفرق التي تقام للمرة الثانية ونال خلالها فضية صنف الإناث وبرونزية في فئة الذكور. وأشار، في السياق ذاته، إلى أن الفريق الوطني سيختتم تهييئه لأولمبياد باريس بمعسكر تدريبي ستقيمه الجامعة بالمغرب تحت إشراف الإطار الوطني بدر سماعيلي، للوقوف على مدى استعداد البطلتين بدنيا وتقنيا وذهنيا في أفق التوقيع على مشاركة مشرفة. والأكيد أن الهدف الأسمى في دورة باريس يبقى هو تجاوز مرحلة المشاركة من أجل المشاركة، كما كان عليه الشأن في الدورات السابقة، والبحث على إثبات الذات وإيجاد موطئ قدم بين المنتخبات الكبرى وبالتالي تحقيق نتيجة تعكس ما حققته رياضة التايكواندو الوطنية في مختلف البطولات والملتقيات القارية والدولية، ودخول تاريخ الأولمبياد من بابه الواسع.