القيمة السوقية في كأس العالم للأندية 2025: ريال مدريد ومانشستر سيتي على القمة

تقترب بطولة كأس العالم للأندية 2025 من ضربة البداية، في نسخة تاريخية للبطولة تشمل 32 فريقًا لأول مرة، هذه النسخة لا تشهد فقط تنوعًا غير مسبوق في العدد والجنسيات والمدارس الكروية، بل تكشف أيضًا عن تفاوت ضخم في القيم السوقية للأندية، ما يحوّل البطولة إلى فرصة لاختبار القوة أمام المال.

القيمة السوقية للأندية المشاركة باتت مرآة تعكس حجم الطموحات، ومؤشرًا أوليًا على شكل المنافسة. وبين مليارات أوروبا، وصعود الأندية العربية، ومفاجآت من أمريكا الجنوبية، ترسم الإحصائيات خريطة أولية لقوى البطولة لكنها، وكما علمتنا كرة القدم، ليست الخريطة النهائية.

في بطولة أصبحت تمثل اندماجًا صريحًا بين الطموح الكروي والقوة المالية، تتحدث الأرقام بصوت أعلى من أي وقت مضى. كأس العالم للأندية 2025 بنسخته الموسعة ليس فقط سباقًا نحو اللقب، بل هو استعراض عالمي لقوة التشكيلات، وميزانيات الفرق، وقيم اللاعبين السوقية.

المفاجآت لم تكن فقط في المتأهلين، بل في موازين السوق. وبينما تتربع أوروبا على عرش الأعلى قيمة تسويقية بتشكيلات تتخطى قيمتها المليار جنيه إسترليني، تظهر أسماء عربية في مناطق غير متوقعة، وتتشكل مجموعات كأنها ساحات اقتصادية قبل أن تكون كروية.

فيما يلي ترتيب أعلى الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 قيمة سوقية:

مجموعتا باريس وريال مدريد.. عندما تتحول المجموعات إلى سباق اقتصادي مصغّر

في المجموعة الثانية، نجد باريس سان جيرمان، أتلتيكو مدريد، وبوتافوجو – ثلاثي يُصنف جميعًا ضمن أغلى 16 فريقًا في البطولة من حيث القيمة السوقية.

لكن المفاجأة الأكبر تأتي من المجموعة الثامنة، التي تضم ثلاثي من أول 16 فريقًا أيضًا، هم ريال مدريد، الهلال السعودي، وريد بول سالزبورج.

رغم تفوق مجموعة باريس من حيث القيمة الإجمالية، إلا أن وجود ريال مدريد – صاحب أعلى قيمة سوقية في البطولة – يمنح المجموعة الثامنة ثقلًا فنيًا وتاريخيًا ربما يتجاوز الأرقام.

تعد هاتان المجموعتان هما الوحيدتان اللتان تضمان ثلاثة فرق من أغلى 16 فريق في البطولة ما ينبئ بصراع فني ومالي قوي في مباريات تلك الفرق.

يأتي الهلال السعودي في المركز السادس عشر عالميًا، والأول عربيًا، بقيمة 154.33 مليون جنيه إسترليني، هذه المرتبة ليست مجرد رقم، بل دليل على التطور السريع للنادي السعودي، وقوة استقطاب النجوم الكبار في فترة زمنية قصيرة.

هذه القيمة التسويقية المرتفعة تعطي الهلال دافعًا للتصديق بأن بإمكانهم منافسة الكبار في البطولة وربما تخطي معظم المنافسين الذين سيكونون في طريق العملاق السعودي.

اللافت أن الهلال يتواجد في مجموعة تضم ريال مدريد وريد بول سالزبورج، وهي أحد مجموعتين فقط تضمان ثلاثة فرق من بين أول 16 فريقًا في تصنيف القيمة السوقية، ما يجعلها من بين الأقوى ماليًا وربما الأصعب فنيًا.

الأهلي المصري والعين والوداد يفرضون وجودهم

في ترتيب الأندية العربية نجد أن الهلال يسبق الجميع، لكن رغم الفوارق الكبيرة في الميزانيات، يظهر الأهلي في المركز 24 عالميًا، بينما يأتي العين الإماراتي بعده مباشرة، والترجي التونسي في المركز 28، ثم الوداد المغربي في المركز الثلاثين.

لكن حين ننظر إلى سجل هذه الأندية، نكتشف أن ما تعجز عنه الأرقام، قد تفرضه العزيمة والإصرار، وربما تحقق الأندية العربية ظهورًا قويًا في هذه النسخة التي لا يمكن توقع نتائجها.

ورغم الضجة الإعلامية المصاحبة لنادي إنتر ميامي الأمريكي بسبب وجود ليونيل ميسي، إلا أن إنتر ميامي لا يدخل ضمن قائمة أول 16 فريقًا في القيمة السوقية، فالنادي الأمريكي يحتل المركز 21 بـ66.18 مليون جنيه إسترليني فقط، ما يشير إلى أن القيمة السوقية لا تتأثر بالنجومية وحدها، بل بجودة التشكيلة ككل.

المال لا يشتري الألقاب دائمًا، لكنه يشتري العمق، والخيارات، ويقلل من تأثير الإصابات. التشكيلات الأعلى قيمة تتمتع غالبًا ببدائل أقوى، وتنوع تكتيكي، ومرونة في إدارة المباريات، لكن البطولة لا تُحسم بالتوقعات، بل بعوامل أخرى من أبرزها الجهد والعمل والاجتهاد.

كأس العالم للأندية 2025 سيكون اختبار حقيقي لهيمنة المال على الكرة العالمية. فهل تفرض القيم السوقية سطوتها على الأرض؟ أم أن فرقًا بقيم سوقية أقل ستصنع المفاجآت الكبرى؟ الأكيد أن البطولة لن تكون فقط صراع أقدام، بل أيضًا صراع أرقام.