قليل من الإحترام لإفريقيا ودولها وفرقها ومنتخاباتها السيد وائل جمعة، لقد تغيرت رياح الكرة مؤسساتيا بقارتنا السمراء
لحسن العسبي
في البلاطو التحليلي لقناة باين سبور القطرية اليوم، الخاص بمباراة العودة بين وفاق سطيف الجزائري والأهلي المصري، طرح صحفي القناة بمهنية قضية الضجة التي أثارتها جهات مصرية ضد قرار الكاف تنظيم مباراة نهاية كأس الفرق البطلة بالمغرب، وطلب من ضيفيه الجزائري رفيق صايفي والمصري وائل جمعة رأيهما في الضجة تلك، غير المسنودة قانونيا.
كان رفيق صايفي لبقا جدا، حين ذهب في اتجاه تحميل المسؤولية للكاف في ما اعتبره ارتجالا (حتى والوثائق تؤكد أن الكاف راسلت كل الإتحادات الإفريقية منذ يناير 2022 قبل انطلاق مجموعة 16، وطلبت منها من له رغبة في استضافة تلك المباراة النهائية، ولم تتجاوب مع تلك الرسالة الرسمية سوى المغرب والسينغال وجنوب إفريقيا، وبعد تراجع جنوب إفريقيا وانسحاب السينغال بقي الملف الوحيد الجاهز هو الملف المغربي).
بينما اختار وائل جمعة أن يأخد النقاش صوب مجال الإتهامات حين اعتبر أن الأمر قانونيا وعلى مستوى الأوراق مضبوط (وقال أكثر من مرة المغاربة شاطرين، في ما يفيد معنى الشطارة السلبية التي تعني التحايل والتلاعب)، لكن بالنسبة له، هناك توجيه ليبقى الملف الوحيد القائم هو الملف المغرب لثاني دورة على التوالي. وهذا كلام معيب للأسف. والظاهر أن السيد وائل جمعة له معرفة قديمة ب “التوجيه” (استنادا على ما قاله بشجاعة أدبية وأخلاقية منذ سنوات اللاعب المصري الخلوق فاروق جعفر عميد فريق الزمالك في الثمانينات بقناة الزمالك، من أن الكثير من المسابقات التي فازت بها الفرق المصرية موجهة ومخدومة، بل إنه قال حتى تأهل المنتخب المصري لكأس العالم دورة 1990 مخدومة بفضيحة إلغاء إصابة مشروعة للمنتخب الخصم).
بالتالي فإن السيد وائل جمعة، من حيث تعوده ضمن مناخ الكرة ببلده على مدى عقود، منذ الثمانينات (بشهادة فاروق جعفر)، على “التوجيه” أصبح يرى في كل ما لا يصب في حسابات اتحاده وفرقه “سوء نية للتوجيه والشطارة”. فمن تعود على شئ شاب عليه، ولا يستطيع ولا يقبل أن تتطور الأمور في الكاف نحو العمل المؤسساتي القانوني الشفاف (الذي بالنسبة له ليس أكثر من “أوراق مضبوطة”).
قليل من الإحترام لإفريقيا ودولها وفرقها ومنتخاباتها السيد وائل جمعة، لقد تغيرت رياح الكرة مؤسساتيا بقارتنا السمراء ولا مجال للعودة إلى “اللعب الموجه” الذي كان مفضوحا لعقود سابقة زمن السيد عيسى حياتو وغيره. والمغرب ليس “شاطرا” كما تتفضل عليه بالوصف الأقرب للذم، بل إنه فقط ينافح من أجل العمل المؤسساتي الشفاف والقانوني المضبوط مثل أغلب البلدان الإفريقية التي ظلت لعقود ضحية “التوجيه” المخدوم في السابق (الذي للأسف لا نجده له نظائر لا تزال قائمة سوى في بعض المباريات بالقاهرة، وليس أبعد من دليل مقابلة الأهلي مع الرجاء منذ أسابيع وفضيحة ضربة الجزاء الخيالية ودور المخرج التلفزيوني المصري فيها بشهادة الفيفا نفسها).