كيليان مبابي يشتري فريقًا جديدًا بعيد عن كرة القدم!
يبدو أن كيليان مبابي لم يعد يكتفي بصناعة التاريخ على العشب الأخضر، ففي مارس 2025، قرر النجم الفرنسي أن يفتح أشرعته نحو آفاق جديدة، حين أعلن استحواذه على حصة في فريق فرنسا لسباقات SailGP، وهي واحدة من أسرع بطولات الإبحار نموًا في العالم.
القرار الذي بدا مفاجئًا لكثيرين، لم يكن مجرد استثمار تجاري بارد، بل يعكس جانبًا أعمق في شخصية نجم ريال مدريد الجديد، الذي يعيش مرحلة من النضج الشخصي والتنوع المهني، تجعله يبحث دومًا عن معنى يتجاوز تسجيل الأهداف ورفع الكؤوس.
انضم مبابي إلى مجموعة متميزة من النجوم الذين اختاروا دعم فرقهم في البطولة البحرية العالمية، أبرزهم بطل الفورمولا 1 المعتزل سيباستيان فيتيل الداعم للفريق الألماني، والممثلان العالميان هيو جاكمان ورايان رينولدز اللذان يمتلكان الفريق الأسترالي.
لكن الفارق مع مبابي أنه لم يكتف بلقب “مستثمر”، بل أصبح “شريكًا إنسانيًا رسميًا” للفريق الفرنسي، عبر مؤسسته الخاصة Coalition Capital، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسة تحفيز كيليان مبابي (IBKM).
في حوار مطوّل مع صحيفة The Athletic، تحدث مبابي عن دوافعه الحقيقية للاستثمار في SailGP قائلاً: “أنا فرنسي، وأشعر أن من واجبي دعم أبناء وطني. لطالما أردت تعزيز الرياضة الفرنسية، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية وراء دخولي هذا المشروع”.
لكن الأمر لا يتوقف عند حدود الانتماء الوطني، بل يتجاوزه إلى قناعة مبابي العميقة بدور الرياضة في التغيير الاجتماعي، إذ أضاف: “SailGP ليست بطولة سباقات فقط، بل منصة للتعليم والتنمية، خصوصًا للأطفال. هذه القيم تتقاطع تمامًا مع ما أؤمن به، وسعيد جدًا بأن أكون جزءًا من هذه الرؤية”.
من خلال التعاون بين مؤسسة مبابي وفريق SailGP الفرنسي، يحصل عدد من الشباب المنتمين لبرنامج (IBKM) – الذي يضم 98 مشتركًا – على فرصة استثنائية لتجربة الحياة داخل أجواء السباقات المحترفة.
سيتمكن هؤلاء الشباب من التعرف على أسرار رياضة الإبحار، والاحتكاك المباشر بأبطالها، وفهم المعنى الحقيقي للتركيز والانضباط والعمل الجماعي، وهي مهارات لا تُعلَّم في الكتب بقدر ما تُكتسب من الميدان.
المثير أن مبابي يعترف بوضوح أن معرفته بعالم الإبحار لا تزال في بدايتها، لكنه يرى في هذه الخطوة فرصة لاكتشاف شغف جديد.
فكما تعلّم في صغره أن السيطرة على الكرة تتطلب توازن الجسد والعقل، بدأ يدرك أن السيطرة على الرياح في البحر تحتاج لنفس الصفات… وربما أكثر.