تبحث أندية الهلال السعودي والوداد المغربي والعين الإماراتي عن بداية واعدة في كأس العالم للأندية بكرة القدم، لكنها تصطدم بمواجهات صعبة أمام ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي ويوفنتوس الإيطالي تواليا الأربعاء. بقيادة فنية جديدة يترأسها الإيطالي سيموني إينزاغي القادم من إنتر ميلان، يبحث الهلال عن تعويض إخفاق ضياع لقب الدوري المحلي لصالح الاتحاد وعدم قدرته على الفوز باللقب الآسيوي الذي توج به مواطنه الأهلي للمرة الأولى في تاريخه. لكن المجموعة الثامنة التي تضم ريال مدريد حامل اللقب خمس مرات قياسية، كما لقب كأس إنتركونتينتال الأخير في 2024، بالإضافة إلى سالزبورغ النمسوي وباتشوكا المكسيكي، تفرض تحديات صعبة في مشوار “الزعيم”. ويدخل الهلال المسابقة من دون التعاقد مع لاعبين جدد، بعدما كان ضم في العامين الماضيين مجموعة من النجوم، على رأسهم البرازيلي نيمار الذي عاد إلى سانتوس، لاعب الوسط البرتغالي روبن نيفيش، الهداف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الجناح البرتغالي جواو كانسيلو والحارس المغربي ياسين بونو وغيرهم. ولا يبدو أن فترة التحضير القصيرة ما بين التعاقد مع إينزاغي وبداية المسابقة هي السبب في ذلك، بل “لأننا نثق بفريقنا ولأن الظروف لم تكن مناسبة، بما في ذلك أن بعض الأشخاص باتوا يطلبون مبالغ خيالية”، وفقا لما قال الرئيس التنفيذي للنادي الإسباني إستيفي كالسادا لصحيفة “ماركا” الإسبانية. وأشار كالسادا إلى أن النادي قام بالكثير من التحركات خلال نافذة الانتقالات التي فتحت قبل مونديال الأندية من 1 يونيو إلى 10 منه، لكنه لم يتمكن من إتمام أي صفقة. مع ذلك، تبقى تشكيلة الهلال مدججة بالنجوم المحليين الدوليين والأجانب، ما يوفر لإينزاغي خيارات عديدة لتطبيق أفكاره التي أوصلت إنتر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين وتوجت بالدوري المحلي مرة في الأعوام الثلاثة الماضية، بالإضافة إلى فوزه بمسابقة كأس إيطاليا مرتين والكأس السوبر الإيطالي ثلاث مرات منذ انتقاله إلى الـ”نيراتزوري” قبل أربعة أعوام. ولا يختلف الحال كثيرا لدى ريال مدريد الذي فقد لقبي الدوري ودوري أبطال أوروبا كما مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مستعينا بلاعبه السابق شابي ألونسو الذي قاد باير ليفركوزن إلى الفوز بلقب الدوري الألماني في الموسم قبل المنصرم. ولن يكون ألونسو قادرا على تطبيق فلسفته الكاملة في المباراة الأولى، إذ يدخل المباراة بوجود ستة لاعبين أساسيين مصابين من غير المتوقع أن يكونوا جاهزين للمواجهة، وهم الألماني أنتوتيو روديغر، داني كارفخال، البرازيلي إيدر ميليتاو، الفرنسيان فيرلان مندي وإدواردو كامافينغا والبرازيلي إندريك. ومن الممكن أن يعتمد ألونسو على بعض لاعبي الأكاديمية، بعدما استدعى 10 منهم إلى القائمة المؤلفة من 34 لاعبا. وعلى الرغم من أن كارفخال قد لا يشارك في أول مباراة، يؤكد أن ريال مدريد “هدفه الفوز دائما. سنبذل قصارى جهدنا، ونسعى بكل قوة لحجز مكان في تاريخ النادي. نحلم أن نكون أول فريق يفوز بكأس العالم للأندية”، كما قال لموقع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). ويرتقب أن يشارك الظهير الإنكليزي ترنت ألكسندر أرنولد بقميص النادي الملكي للمرة الأولى بعدما جاء من ليفربول، كما المدافع دين هاوسن القادم من بورنموث الإنكليزي. وفي المجموعة عينها، يخوض باتشوكا مشاركته الخامسة في كأس العالم للأندية، وهو رقم قياسي مشترك على المستوى الوطني، ويستهل مشواره بمواجهة سالزبورغ الذي يعد أول ناد نمسوي يشارك في هذه المسابقة. يبحث الوداد الأكثر تتويجا بلقب الدوري المغربي (22) عن تعويض إخفاق الموسم الماضي حين حل ثالثا وبداية جديدة بعدما عزز صفوفه بمجموعة من الصفقات تحضيرا للمحفل العالمي، وذلك أمام سيتي في المجموعة السابعة. وتعاقد النادي مع المهاجم السوري عمر السومة (من المتوقع ألا يشارك في أول مباراة لتأخره باللحاق بالبعثة في الولايات المتحدة)، الدولي السابق نور الدين أمرابط، المهاجم البوركينابي عزيز كي، لاعب وسط الفتح الرباطي حمزة الهنوري، المدافع البرازيلي غيليرمي فيريرا وقلب الدفاع الهولندي بارت مايرس. واستعد الوداد أكثر من غيره على صعيد المباريات الودية، لكنه لم يتمكن من تحقيق سوى فوز واحد، فيما خسر أمام فريقين أوروبيين، هما بورتو البرتغالي وإشبيلية الإسباني. مع ذلك، يبدو سجل الفريق على صعيد المباريات الرسمية أفضل، مع فوزه بأربع من المباريات الخمس الأخيرة (خسر واحدة)، وتسجيله هدفين في كل المباريات التي فاز بها. في المقابل، يستهدف سيتي الظهور بحلة جديدة بعد خسارته لقب الدوري لصالح ليفربول وخروجه المخي ب من دوري الأبطال من ملحق ربع النهائي كما خسارته نهائي كأس الاتحاد. وأنفق النادي أكثر من 100 مليون يورو بعد تعاقده مع الفرنسي ريان شرقي والظهير الجزائري ريان آيت-نوري والهولندي تيجاني رايندرس. ويعد المدرب الإسباني بيب غوارديولا أكثر مدرب حقق لقب مسابقة كأس العالم للأندية (4 مرات). وفي المجموعة عينها، لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة إلى العين الإماراتي مقارنة بالهلال والوداد، إذ خاض أحد أسوأ مواسمه محليا وقاريا، لكنه يبحث عن انتفاضة بتعاقده مع ثمانية جدد. وخرج العين خالي الوفاض من ثلاث بطولات وتعاقب على قيادته ثلاثة مدربين في سيناريو هو الأسوأ له منذ اعتماد نظام الاحصاءات في كرة القدم الإماراتية في 2008. وعلى الرغم من الموسم الضعيف، لم يخسر العين في مبارياته السبع الأخيرة، محققا أربعة انتصارات. لكن المهمة أمام يوفنتوس الذي لم يشارك سابقا في كأس العالم للأندية لن تكون سهلة، مع تجديد إدارة النادي الإيطالي الثقة بالمدرب الكرواتي إيغور تودور حتى عام 2026 بعدما حل خلفا لتياغو موتا في مارس، ولو أنه لم يتمكن من تحقيق أي لقب.