النادي المكناسي … الوفاء للعطب.

يوسف بلحوجي

 

اللوحة الإلكترونية للملعب الشرفي بمكناس ظلت وفية للعطب الذي لحقها منذ نهائيات كأس الأمم الإفريقية للشباب، التي احتضنتها مدينتا فاس ومكناس سنة 1997. وهي التظاهرة التي توج خلالها “أشبال الأطلس” فائزين باللقب القاري بعد تغلبهم في المباراة النهائية على نظرائهم من جنوب إفريقيا بهدف دون رد.

كما ظلت عقارب ساعة الكوديم بدورها وفية للعطب حتى نهاية الموسم الكروي الحالي ، وشكل التطاحن بين مكونات المسيرين العلني منه والخفي، المباشر وغير المباشر بتوظيف الطبالة والحياحة ، الجبناء في الواقع، والشجعان في مواقع التواصل الاجتماعي مع “تخراج العينين”، شكل النقطة السوداء التي عجز المنقذون إصلاح عقاربها وبالتالي ضبط إيقاعها.

عطب زاد من حدة سخط العاشقين للكوديم، ووسع الهوة بين المسيرين والمسؤولين، وأفقد الثقة لدى الفاعلين الأساسيين في دعم الفريق، ليبقى ما يسمى بالمكتب المديري الذي لا وجود له سوى في مخيلة رئيسه، ومن يدور في فلكه الوحيد الذي يعرف انتهاز فرصة الصراعات ليدخل على خط التوجيه والإملاءات مقابل الدعم المادي الذي هو أصلا في ملكية الكوديم لا غير.

ويبدو أن الوفاء للعطب أضحى ميزة أو ماركة مسجلة مرتبطة بالكوديم، في انتظار ما ستؤول إليه أمور النادي الموسم وما سيتمخض عنه جمع اليوم الذي يتمنى أنصار ومحبي النادي المكناسي ومتتبعي الشأن الكروي بعاصمة الإسماعيلية، أن تتغلب فيه الحكمة والتبصر على التسرع والتهور، والعمل الجماعي بدل تضخم الأنا من أجل استرجاع ثقة الشركاء من مؤسسات منتخبة، وفعاليات اقتصادية، وسلطة محلية، وكفاءات رياضية وإعلام جاد وجماهير الكوديم لعل وعسى تتم عملية الإنقاذ دون ضجيج بعيدا عن الشعارات الفضفاضة، و “غادي نطلع الفرقة هاد العام” بدون مشروع أو برنامج قابل للتنفيذ وفق ما هو متاح من إمكانيات.

وعلاقة بالإعلام يبدو أن ” الليلة لفضيلة باينة من العصر” إذ في تطور مفاجئ “أخلف” نائب الرئيس الموعد بعد ارتقائه إلى ” قائد ” سفينة الكوديم باتخاذه قرارا مفاجئا بمنع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والمحلية من حضور الجمع العام العادي/غير العادي/الاستثنائي طالما سينعقد صباح يوم إثنين في وقت عمل ما يؤكد على استمرارية العطب، والطريقة الهاوية التي ستدبر بها شؤون الكوديم.

وجدير بالذكر أن النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم غادر قسم الصفوة خلال الموسم الرياضي 2012-2013 وعانق القسم الوطني هواة خلال الموسم الكروي 2016-2017 بعد أن كان إلى وقت قريب مرعب للأندية العريقة في البطولة الاحترافية، ودخل القائمون على تسييره في صراعات واتهامات بخيانة الأمانة وصلت المحاكم.

فهل ستتغير العقلية أم أن أنا الكل في الكل وليذهب الجميع إلى الجحيم ، علما أن الكوديم ملك وإرث جماعي وجب صيانته والحفاظ علية وليس وسيلة للرقي الاجتماعي.

error: Content is protected !!