بعد كل هذا يحق لنا التساؤل .. هل يوجد بالمغرب وزير للرياضة ؟
لطيف وصفي
تمر الأيام، الأسابيع والأشهر مع مرور الوقت. الوقت الذي يجب على الإنسان أن ينتبه على نفسه و يكون حذرا من وباء كورونا الذي حاصر العالم كله. وجبت الإشارة هنا إلى أن الحديث عن الرياضة أصبح وهمًا، نظرًا للاختلالات المادية التي يعاني منها القطاع و التي كانت سببا في حرمان معظم الرياضات من المشاركة في بطولات هذه السنة، ماعدا كرة القدم. الشيء الذي اليوم إلى حمل القلم و الكتابة هو اتهام الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة مسؤولا وزاريا قيل أنه متورط في عملية اختلال أدت إلى انتخاب رئيس لهذه الجامعة. هذا السلوك غير المسؤول المنبثق من بعض مسؤولي الوزارة ما هو إلا تجسيد لواقع مر نعيشه، حيث وجب علينا الاعتراف أن معظم ممثلي الوزارة ينحازون إلى أحد المرشحين لأسباب حزبية و يتجاهلون مبدأ الحياد ما يؤدي إلى تحالفات تضر بالمصلحة العامة. أبسط مثال يمكن أن أعزز به كلامي هو الواقع الذي أصبحت تعيشه جامعات كل من كرة السلة، كرة الريشة و رياضة الريكبي. سنقف هنا عند هذه الأخيرة التي تبخر بريقها بسبب مشاكل تعود إلى عدم امتثال مسيري الجامعة الملكية المغربية للريكبي للقانون 30/09 و تجاهل قرارات كل من الاتحاد العالمي للريكبي، الاتحاد الافريقي للريكبي و الاتحاد العربي للريكبي. مما دفع هذه الاتحادات الثلاث، ليس فقط إلى توقيف الجامعة المغربية للريكبي، بل و منع رئيسها المنتهية ولايته من مزاولة مهامه المرتبطة بهذه الرياضة. هذا القرار الذي نزل على كل محب لهذه الرياضة كالصاعقة، كان من الممكن تفاديه لو أبان هؤلاء المسيرون عن مسؤوليتهم و وطنيتهم. إليكم مجموعة من التساؤلات التي بقيت معلقة في عقولنا و التي خلقت جدالا واسعا في ساحة الريكبي حيث نعثها البعض باختلاسات و جرائم مالية ارتكبها مسؤولون تنفيذيون في الوزارة و التي تظهر حالات تواطؤ واضحة لأشخاص يُفترض بهم الامتثال للقانون. 1ــ كيف عقدت الجامعة الملكية المغربية للربكبي جمعا عاما بتاريخ 07 مارس 2020 و صلاحيتها منتهية كما هو منصوص عليه في القانون 09/30؟ 2ــ كيف تم السماح لكل من الطاهر وإدريس بوجوالة إلى جانب عضوين فيدراليين آخرين من الترشح للانتخابات الفيدرالية بعد أن قضوا فترتين متواليتين في تسيير الجامعة الملكية المغربية للربكبي؟ 3ــ لماذا أغلق الرئيس السابق السيد الطاهر بوجوالة أبواب الجامعة الملكية المغربية للربكبي؟ 4ــ لماذا تم رفض المصادقة على قائمة المترشحين التي قدمها السيد عبد الناصر بوكجة في الوقت المحدد وبحضور مأمور قضائي؟ 5ــ من قام بتعديل قائمة المرشحين التي احترمت شروط الانخراط و التي قدمت في الوقت المحدد؟ 6ــ لماذا تجاهل أعضاء الجامعة الملكية المغربية للريكبي الرسائل الإلكترونية المرسلة من هيئة ورلد ريكبي و ريكبي أفريقيا و التي كانت أغلبيتها تحذيرات و استفسارات حول الوضعية الهشة للريكبي ؟ 7ــ كيف تم السماح لبعض الأندية التي لا تنطبق عليها شروط المشاركة بالأنشطة الرياضية بالحضور في الجمع العام المنظم بتاريخ 07 مارس 2020؟ 8ــ لماذا تم منع المدير الرياضي السيد عبد الناصر بوكجة من تنظيم الجمع العام في حين أنه خولت للسيد الطاهر بوجوالة صلاحية تنظيمه؟ مظالم كثيرة نتجت عنها عواقب وخيمة، حيث كان من الممكن تجنب كل هذه الأضرار لو لم يتجاهل الوزراء الثلاث الوضعية الرثة التي يعاني منها الريكبي المغربي ولو تدخلت الوزارة ككل لإيجاد حل، لتمكنا من رد الاعتبار لهذه الرياضة التي حصدت كأسين للأمم الأفريقية، ميداليات برونزية في ألعاب عالمية و غيرها من إنجازات و ألقاب. حقيقة كنا ننتظر تدخلا سريعا من السيد عثمان الفردوس، الوزير الحالي للرياضة و الذي بدوره ـــ مع الأسف ـــ خيب آمالنا و أحلام العديد من الشباب لأنه لم يبد اهتماما لوضعية هذه الرياضة و لم يحاول تطبييق القانون. ففي بداية دجنبر/كانون الأول 2020 ، قامت مجموعة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في البرلمان باستجواب الوزير الحالي حول وضعية الريكبي بالمغرب إلا أنها لم تحصل على أي جواب منه، نفس الشيء حصل مع مجموعة من الأندية، لاعبين سابقين، حكام و رؤساء الذين بعثوا العديد من الرسائل بتاريخ 10 ديسمبر 2020 و لكن مع الأسف لم يتوصلوا بأي رد. ليس هذا فقط، بل كان رئيس هيئة الريكبي الإفريقي مستعدا لمقابلة الوزير و مساعدته على إيجاد حل مناسب للخروج من هذه الأزمة التي زادت استفحالا، إلا أن انتهى الموعد النهائي الذي حددته هيئتي وورلد ريكبي و ريكبي أفريقيا المحدد في31 دجنبر2020. الشيء الذي أدى إلى توقيف المغرب من المشاركة في الأنشطة الرياضية المتعلقة بالريكبي لمدة سنة مما يهدد باستبعاده نهائيا. لذلك ستجتمع، في الأيام المقبلة، اللجنة القانونية لهيئة الريكبي الإفريقي للبث في قرار الاستبعاد في ظل غياب طرف مسؤول محاور، ما سيتسبب في موت رياضة الريكبي المغربي نهائيا.