ماذا حدث ويحدث في بيت المولودية الوجدية؟ ومن يحتمل المسؤولية؟
يوسف بلحوجي
أرخت هزيمة المولودية الوجدية أمام النهضة البركانية التي جرت أطوار مباراتها تحت الأضواء الكاشفة بالملعب الشرفي بوجدة مساء الأحد الأخير بظلالها على الفريق، وأدخلته مرحلة الشك والقلق وجعلت أنصاره ومحبيه وعشاقه في حيرة من أمر بين من يحمل المسؤولية للمدرب بدخوله فيما لا يعنيه، وبين من يحملها للرئيس الذي استقدمه وتعاقد معه لمدة أربع سنوات رفقة طاقمه التقني وبمبلغ مالي فاق كل التوقعات إضافة إلى امتيازات أخرى، وهو ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وجعل الجماهير تفكر في وقفة احتجاجية تطالب بإصلاح الأعطاب التي أنهكت المولودية وجعلتها في وضع صعب منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، وهو الوضع الذي لم تشهده في تاريخها…
ففي الوقت الذي استبشرت فيه جماهير سندباد الشرق خيرا بنجاح الوساطة التي قادها مقترض وعزيز بودربالة لتصفية الأجواء المتوترة بين رئيس المولودية محمد هوار ومدربه عبد السلام وادو ودخول غمار مباراة غريمه التقليدي نهضة بركان بمعنويات مرتفعة ونفس جديد لمحو سلسلة النتائج السلبية التي حصدها ( ثلاث هزائم وتعادل ) خلال الدورات الأربع من البطولة الاحترافية، في هذا الوقت صدمت هذه الجماهير بتناقل مقربين من محمد هوار خبر تراجع هذا الأخير عن الاتفاق والالتزام الذي خرج به لقاء الوساطة ليلة الجمع العام، متذرعا في ذلك بتسريب فحواه إلى وسائل الإعلام، لتعود عقارب الساعة إلى منطلقها.
وحسب مصادر “أنوار سبور” فإن لقاء الوسيطين وطرفي “النزاع” أسفر عن طي صفحة الماضي والتوجه نحو مستقبل ركيزته الأساسية مصلحة المولودية من جهة، وحفظ ماء وجه الرئيس والمدرب على حد سواء، وذلك بإنهاء الفريق مرحلة الذهاب ضمن السبع الأوائل ثم الحفاظ على هذه المرتبة نهاية الموسم الكروي، مع توفير كل شروط نجاح عبدالسلام وادو في مهامه، وفي حالة عدم بلوغ هذا المبتغى ينفصل المدرب عن المولودية بالتراضي، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
وتعود فصول التوتر القائم بين الرئيس والمدرب في بداية الأمر إلى النقاش الحاد الذي دار بينهما مباشرة بعد مأدبة الغذاء التي حضرها والي جهة الشرق وشخصيات مرموقة بالمدينة ومكونات الفريق من أجل تلطيف الأجواء المتوترة بين محمد هوار وعبدالسلام وادو في الفاتح من دجنبر 2020 أي قبيل موعد مباراة المولودية وسريع وادي زم.
ثم جاء بعده الحادث الذي وقع بين سائق حافلة النادي والمدرب ودخول درك النواصر على الخط ما أجج الوضع وبلغ التراشق في مواقع التواصل الاجتماعي ذروته، ما دفع وادو إلى التغيب عن الحصص التدريبية وتقديم شهادة طبية للمكتب المسير للمولودية، قبل أن يلتئم – بعد قطيعة ليست بالقصيرة – رئيس ليمسيو ومدربه ، وذلك بحضور بودربالة ومقترض وشخصيات بارزة في مأدبة عشاء ليلة انعقاد الجمع العام العادي للفريق ( 23دجنبر2020) من أجل تقريب وجهات النظر بين هوار ووادو إلا أن الاتفاق والالتزام تبخرا وأصبحا في خبر كان يومين فقط بعد التفاهم.
ومن غريب الصدف وتوالي النكسات والمعاناة داخل البيت الأخضر والأبيض جاءت استقالة الناطق الرسمي للمولودية محمد سالم المحمودي ليلة الجمع العام دون إعطاء أي توضيحات بشأنها، أو الكشف عن أسبابها على الرغم من أن مقربين من المحمودي كشفوا ل ” أنوار بريس” أن هذا الأخير يرفض أن يكون ناطقا رسميا “صوريا” لفريق عريق، دون تمكينه من المعطيات والمعلومات الخاصة بالتواصل مع ممثلي وسائل الإعلام ومن خلالهم الرأي العام الرياضي الوجدي على وجه الخصوص، والأنكى من ذلك حتى الرئيس لا يجيب عن اتصالاته. وفي هذا الصدد حاولت “أنوار سبور” الاتصال بالرئيس في عدة مناسبات لأخذ رأيه فيما يدور داخل بيت سندباد الشرق، إلا أن هاتفه ظل يرن دون أن يجيب.
وعلاقة بموضوع الشجار بين المدرب والسائق، انتهز محمد هوار الفرصة في معرض كلمته في الجمع العام المنعقد يوم الخميس 24 دحنبر2020 ليصف الحادث بالخطير، مشيرا أن السائق مثل أمام اللجنة التأديبية بينما رفض المدرب الامتثال لدعوتها.
ومن خلال ما ذكر، يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن الهزيمة الرابعة على التوالي لسندباد الشرق تحصيل حاصل بالنظر إلى تأثير رياح الخلاف بين الرئيس ومدربه على كافة مكونات الفريق، ومن بينها اللاعبين الذين ملوا من هذه التجاذبات، ولا يستبعد حسب مصدر مقرب من الفريق دخولهم إن لم يكونوا قد دخلوا على الخط في هذا النزاع.
وبين الخلاف والاتفاق والتراجع تبقى المولودية الوجدية ضحية خلاف بسيط ترتب عنه تشنج وتطور إلى قطيعة قد يعصف بأحلام الجماهير التواقة إلى رؤية فريقها يستعيد أمجاده ويفك الارتباط مع المصعد (التأرجح بين القسم الأول والثاني) وتكون سنة 2021 فأل خير عليه.
فهل يراجع الرئيس أوراقه باعتباره المسؤول الأول عن الفريق، ويكون في مستوى حمل إرث سندباد الشرق كما يحلو لأبناء وجدة تسميه، ويضع نصب أعينه مصلحة المولودية أولا وأخيرا، ويصلح ذات البين لينطلق نحو المستقبل مدعوما في ذلك بمكتب مسير مكون من كفاءات حقيقية من بينها المستقلة والغاضبة بالنظر إلى وضعها الاجتماعي والاعتباري بالمدينة، مسنودا في ذلك بالفعاليات الاقتصادية والمؤسسات المنتخبة والجمعيات الرياضية والمسؤولين الترابيين ليكونوا قيمة مضافة حقيقية، مآزرين في ذلك بالرأس المال البشري ممثلا في جماهير المولودية. كما أن على عبدالسلام وادو الذي أحبه المغاربة جميعا وهو يحمل القميص الوطني أن يضع نصب أعينه تاريخ المولودية وبداية مشواره الرياضي كمدرب، وأن يسلك في مطالبه “المشروعة” القنوات الرسمية بعيدا عن التشكي والتباكي بمواقع التواصل الاجتماعي ، لأن نجاحه مع المولودية سيفتح له الباب على مصراعيه للتوجه نحو غد أفضل في مجال التدريب بالمغرب أو خارجه.
فهل يدخل حكماء المدينة على الخط ويتحملون مسؤولياتهم ويساهمون في إطفاء فتيل النيران الملتهبة داخل بيت المولودية، باعتبار المولودية إرث جماعي وجب صونه والحفاظ عليه قبل فوات الأوان. ذلك ما يتمناه كل غيور على ليمسيو.