يوسف بلحوجي
في موكب جنائزي مهيب، يتقدمه أفراد العائلة الصغيرة شيعت مكناس عصر يومه الأربعاء بمقبرة المنار جثمان الراحل عبدالحق بن هلال أحد أبنائها البررة الذي وافته المنية منتصف نهار يوم الاثنين الأخير متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا.
هكذا بعد عبدالسلام بنونة ومولاي المهدي العلوي ومولاي هشام البلغيتي، الفيروس اللعين يخطف بن هلال أحد أبرز الرياضيين ممارسة وتسييرا بالنادي الرياضي المكناسي لعقود، رجل كرس حياته في خدمة الرياضة والشباب.
هذا وأجمع كل من حضر مراسيم الجنازة على تعدد مناقب فقيد الرياضة الوطنية، مؤكدين أن شخصية بن هلال، وحنكته ونزاهته واستقامته وعلاقاته المتعددة في المجال السياسي والرياضي والاقتصادي والاجتماعي، كان لها عظيم الأثر في نفوس كل من عرفه من قريب أو بعيد، وجعلته محط تقدير واحترام الجميع، معتبرين رحيله خسارة كبرى للرياضة الوطنية عموما ومكناس على وجه الخصوص.
وجدير بالذكر أن عبدالحق بن هلال إبن عاصمة المولى إسماعيل ينتمي لعائلة رياضية بامتياز. بدأ مشواره الرياضي كسباح ولاعب كرة الماء بالنادي المكناسي ثم عضوا بالمكتب المسير ورئيسا بعد ذلك لفرعي السباحة والكرة الطائرة قبل انفصالهما سنة 1991، لينتخب من جديد رئيسا لكوديم الكرة الطائرة التي عاشت خلال تسييره لها فترة ذهبية إذ أضاف إلى خزانتها الكأس الفضية الغالية على قلوب المغاربة التي منحته تنظيم بطولة كأس إفريقيا.
وخلال الموسم الكروي 1994-1995 حقق مع كوديم كرة القدم كرئيس منتدب إلى جانب محمد سعد الله الذي كان يشغل مهام رئاسة الفريق لقب البطولة الوطنية الوحيد الذي يوجد في حوزته. وكلما ابتعد بن هلال عن تسيير فرع من فروع النادي الرياضي المكناسي إلا ووجد نفسه مطلوبا لتسيير وتدبير شؤون فرع آخر ليتحمل هذه المرة بعد إلحاح من المنخرطين والمسؤولين رئاسة النادي المكناسي لكرة اليد الذي حقق معه أبهى الإنجازات محافظا على ما حققه أسلافه على رأسهم فؤاد أوكريد، ليضيف لهذا الفريق العتيد كأسين فضيتين إلى خزانته، الأولى بقاعة البوعزاوي بسلا في نهائي جمع الكوديم والوداد البيضاوي والثانية ضد الحي المحمدي بتطوان التي مكنته من تنظيم كأس إفريقيا مع أعتى الفرق الجزائرية والتونسية والمصرية سنة 2008.