3 عيوب خطيرة في النسخة الجديدة من دوري أبطال أوروبا
يشهد دوري أبطال أوروبا تحولات جذرية في نسخته الجديدة؛ إذ تغير نظامه المعهود ليطل علينا بملامح جديدة مثيرة للجدل، في الوقت الذي يترقب فيه عشاق كرة القدم هذه التغييرات بلهفة، لمعرفة ما ستؤول إليه المنافسات في الأدوار المقبلة، بعد انتهاء دور المجموعات، تثار تساؤلات بشأن مدى تأثير هذا النظام الجديد على مستوى الإثارة والتنافسية التي لطالما ميزت البطولة.
فهل سيكون هذا التغيير بمثابة نقلة نوعية نحو مزيد من الإثارة والتشويق، أم أنه سيؤدي إلى تراجع مستوى المنافسة وفقدان بريق البطولة؟
لا شك أن بعض المزايا الواضحة سيطرت على دور المجموعات مثل المباريات الكبيرة بين برشلونة وبايرن ميونخ وريال مدريد ضد ليفربول وغيرها من المباريات المثيرة، لكن في الوقت ذاته كان هناك بعض العيوب التي نتحدث عنها في التقرير الآتي.
مباريات ضعيفة المستوى تهدد عرش الإثارة
أحد أبرز المخاطر التي يحملها النظام الجديد هو إمكانية ظهور مباريات باهتة تفتقر إلى الشغف، فبدلا من مواجهات القمة المباشرة بين الأندية العريقة في دور المجموعات، قد نجد فرقا مغمورة تتنافس في مباريات هامشية.
على سبيل المثال، شاهدنا مباريات مثل يونغ بويز ضد سيرفينا، أو شتورم غراتس ضد لايبزيغ، أو براتيسلافا ضد شتوتغارت، أو سيلتك ضد كلوب بروغ، أو بولونيا ضد موناكو.
هذه المباريات، التي كانت مستحيلة في النظام السابق، أفقدت البطولة جزءا من رونقها وتجذب جمهورًا أقل، فهل سيتحمل الجمهور مشاهدة مباريات لا ترتقي إلى مستوى تطلعاتهم؟ وهل سيؤثر ذلك على شعبية البطولة ومتابعتها؟
قد تكون الإجابة لا؛ إذ في الوقت نفسه تقام مباريات رائعة أخرى شاهدناها جميعا مثل برشلونة وبنفيكا التي شهدت تسجيل 9 أهداف، وريال مدريد وبروسيا دورتموند التي شهدت 7 أهداف.
وداع مبكر للأبطال.. شبح الإقصاء يهدد الكبار
من العيوب الأخرى التي تثير القلق هو إمكانية إقصاء الفرق الكبرى في وقت مبكر من البطولة، مع النظام الجديد، قد يجد فريق مثل مانشستر سيتي أو ريال مدريد نفسه خارج البطولة في الأدوار الأولى بعد أن أوقعتهما القرعة ضد بعضهما البعض في الدوري التالي.
هناك أيضا باريس سان جيرمان الذي إذا ما مر من الدور الإقصائي الأول فسيلعب ضد برشلونة أو ليفربول، وبدلا من أن نرى هذه الفرق تتنافس وجها لوجه في الأدوار المتقدمة، قد نضطر إلى مشاهدتها وهي تغادر البطولة مبكرا؛ ما يقلل مستوى المنافسة والإثارة.
فهل سيكون هذا النظام عادلا للفرق الكبرى التي تسعى جاهدة للوصول إلى الأدوار النهائية؟ وهل سيحرم الجماهير من مشاهدة مباريات القمة التي طالما انتظروها؟
إرهاق اللاعبين: شبح الإصابات يلوح في الأفق
لا شك أن زيادة عدد المباريات في النظام الجديد سيؤدي إلى إرهاق واضح للاعبين، فكل فريق يلعب دور خروج المغلوب سيخوض أربع مباريات أكثر من الموسم الماضي بواقع مواجهتين في دور المجموعات وغيرهما في خروج المغلوب؛ ما يزيد خطر الإصابات ويقلل من مستوى الأداء.
هذه الزيادة في عدد المباريات ستؤثر بشكل خاص على الفرق التي لديها لاعبون دوليون، حيث سيضطرون إلى خوض مباريات متتالية مع أنديتهم ومنتخباتهم؛ ما يزيد خطر الإرهاق والإصابات.
فهل ستكون الأندية قادرة على التعامل مع هذا الضغط المتزايد على اللاعبين؟ وهل ستؤثر هذه الإصابات على مستوى الفرق في مختلف المسابقات؟
تخوفات مشروعة في مهب التغيير
على الرغم من أن النظام الجديد يهدف إلى زيادة الإثارة والمنافسة، إلا أن المخاوف التي ذكرناها تبقى مشروعة، فهل ستنجح هذه النسخة في تحقيق أهدافها؟ أم أنها ستؤدي إلى تراجع مستوى البطولة وفقدانها بريقها؟ وحدها الأيام المقبلة ستكشف لنا حقيقة هذا النظام الجديد الذي أثبت نجاحا حتى الآن بالرغم من تلك العيوب.
إيجابيات محتملة
على الجانب الآخر، يحمل النظام الجديد بعض الإيجابيات المحتملة، فزيادة عدد المباريات يعني بالضرورة زيادة الإيرادات للأندية والاتحادات، كما أن إتاحة الفرصة لفرق أكثر للمشاركة في البطولة قد يزيد من شعبية كرة القدم في مختلف أنحاء القارة.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد النظام الجديد ظهور فرق جديدة ومفاجآت غير متوقعة؛ ما يزيد من الإثارة والتشويق، فهل ستكون هذه الإيجابيات كافية للتغلب على السلبيات المحتملة؟ وهل سيستفيد المشجعون من هذا النظام الجديد؟
الخلاصة: بين مطرقة المخاوف وسندان التطلعات
في النهاية، لا يمكننا الحكم بشكل قاطع على نجاح أو فشل النظام الجديد إلا بعد انتهاء الموسم، ومع ذلك، فإن المخاوف التي ذكرناها تبقى جدية وتستدعي التفكير، فهل سيحافظ دوري أبطال أوروبا على مكانته كأهم بطولة للأندية في العالم؟ أم أن التغييرات الجديدة ستؤدي إلى تراجع مستواه؟ الإجابة عن هذا السؤال ستتضح مع مرور الوقت، فهل نحن على أعتاب حقبة جديدة من الإثارة والتحدي، أم أننا سنشهد بداية تراجع البطولة التي طالما عشقناها؟