المغربي رايان بونيدا.. من ظاهرة بشبكات التواصل إلى موهبة حقيقية في كرة القدم
بدأ اسم رايان بونيدا، اللاعب البلجيكي ذو الأصول المغربية، يلمع على منصات التواصل الاجتماعي منذ أن كان في الثامنة من عمره فقط.
انتشرت مقاطع فيديو مهاراته الاستثنائية وأهدافه الرائعة أثناء لعبه في أكاديمية نادي أندرلخت البلجيكي، وحققت مشاهدات كبيرة على يوتيوب. وُصف بأنه “الجوهرة القادمة لبلجيكا”، لكن التحدي كان دائماً يكمن في معرفة مدى قدرة طفل بهذا العمر على تحقيق تطلعات الجماهير، خاصةً أن التاريخ مليء بأطفال لامعين لم يواصلوا مسيرتهم بنجاح.
رايان، الذي حظي بمتابعة 500 ألف شخص على منصاته الاجتماعية منذ صغره، نجح في الصعود بشكل تدريجي ومدروس.
بعد تألقه مع فرق الشباب (9، 11، و13 عاماً)، بدأ اهتمام الأندية الكبرى يتزايد. ومع تراجع المستوى الرياضي لنادي أندرلخت، أصبح النادي صغيراً على طموحات رايان.
في عام 2022، قرر مغادرة أندرلخت والانضمام إلى نادي أياكس أمستردام، أحد أعرق الأندية في تطوير المواهب الشابة.
قدم أياكس عرضاً مغرياً لضمه بعقد احترافي لمدة 3 سنوات، وبراتب سنوي قدره 500 ألف يورو، بعد أن طالب اللاعب بـ700 ألف يورو من أندرلخت. لكن النادي الهولندي وضع خطة تطورية محكمة، تقتضي بأن يثبت نفسه في جميع فرق الشباب قبل تصعيده للفريق الأول.
بالفعل، استمر بونيدا في إثبات نفسه حتى وصل، في سن 18 عاماً، إلى اللعب مع فريق الشباب في الدوري الهولندي للدرجة الثانية. في أول 3 مباريات له، سجل هدفين، وتمريرة حاسمة، خلال 57 دقيقة فقط.
و4 دقائق فقط كانت كافية ليسجل رايان أول أهدافه في أول مباراة احترافية له. ومع فريق تحت 19 عاماً هذا الموسم: سجل 7 أهداف، وقدم تمريرة حاسمة في 13 مباراة. وتحت الأنظار، أصبح رايان بونيدا حديث وسائل الإعلام، ما أثار تساؤلات حول مستقبله في أياكس.
ينتهي عقد رايان مع أياكس في عام 2025، ولم يجدد عقده بعد. تشير التقارير إلى أن راتبه المرتفع يمثل عبئاً على الفريق، مما قد يدفع النادي للتفكير في بيعه. أحد الخيارات المحتملة هو الانتقال إلى نادٍ أكبر، حيث يتم مراقبته من قبل أندية مثل توتنهام.
على الصعيد الدولي، يواجه اللاعب قراراً صعباً بين البقاء مع منتخب بلجيكا، حيث لعب في فرق الشباب، أو تغيير جنسيته الرياضية والانضمام إلى المنتخب المغربي. الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تبدي اهتماماً كبيراً باللاعب وتسعى لضمه.
ورغم تعرضه للشهرة منذ الصغر، استطاع رايان بونيدا الحفاظ على مسار تصاعدي دون أن يحترق بنار التوقعات المبكرة. مع بقاء عقده لعام واحد فقط، ستكون قراراته القادمة حاسمة في تشكيل مستقبله، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. السؤال الكبير: هل سينجح في تحقيق طموحاته ليصبح أحد أبرز اللاعبين، أم سيظل مجرد ظاهرة شبكات التواصل؟