علي رفوح
تشير الساعة إلى السادسة مساء بالتوقيت المحلي، على جنبات قاعة “إيمو أرينا” بطشقند، التي احتضنت المباراة الأولى لأسود الأطلس ضد طاجيكستان برسم منافسات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، كانت حناجر الجمهور المغربي تصدح بتشجيع العناصر الوطنية وكان اللونان الأحمر والأخضر يلوحان في الأفق.
قد يتفاجأ المرء إذا اعتبر أن المسافة بعيدة عن المملكة وأن أوزبكستان غير معروفة عند المغاربة كوجهة سياحية.
رسم الجمهور المغربي، المكون من الشباب والأطفال، الذين قدموا كأفراد ومجموعات وكذا عائلات من مختلف المدن المغربية ومن البلدان التي يستقرون بها، لوحة فنية في المكان وأضفوا جوا احتفاليا بالغناء والشعارات من أجل تحفيز عناصر المنتخب الوطني.
بالنسبة لمهدي، الشاب القادم من مدينة آسفي، رفقة صديق آخر، فإنه يهدف من خلال التنقل إلى تشجيع الفريق الوطني وأيضا إلى اكتشاف أوزبكستان.
وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “قدمنا خصيصا لتشجيع الفريق الوطني. وفي ذات الآن نزور هذا البلد الجميل ونكتشفه لأول مرة”.
وفي ما يتعلق بحظوظ المنتخب الوطني في مونديال كرة القدم داخل القاعة، ينتظر مهدي على غرار الجمهور المغربي، الكثير من الدكيك وأبناءه.
وأضاف “نأمل في أن يصل المنتخب هذه المرة إلى دور نصف النهائي ولما لا بلوغ النهائي والفوز باللقب”.
ويتقاسم ياسر، رفيق مهدي في هذا التنقل، والذي جاء من المحمدية، نفس الطموح، حيث يعتبر أن الفريق الوطني وصل إلى أعلى المستويات: “نعول كثيرا على الفريق الوطني من أجل بلوغ المباراة النهائية ولما لا الظفر باللقب”.
وقال “هذه أول مرة أتنقل فيها من أجل دعم المنتخب الوطني للفوتسال. سبق وأن حضرت كأس العالم لكرة القدم بروسيا وقطر وكذا بالألعاب الأولمبية بباريس”.
ومن بين الجماهير، هناك من شكل الاستثناء، فهشام لم يأت من المغرب ولا من بلد آخر بل جاء من أوزبكستان حيث يستقر منذ نحو سنة، ويرى أن هذا الحدث يعتبر استثنائيا نظرا لكونه شكل مناسبة يلتقي فيها بمواطنيه.
وقال هذا الطفل الذي ينحدر من مدينة الرباط، “أنا سعيد جدا بلقاء المغاربة اليوم”، مضيفا بنبرة ملؤها الاعتزاز “انظروا إلى المغاربة، إنهم أينما حلوا وارتحلوا إلا ويشرفون العلم الوطني”.
واعتبر أن الحظوظ تصب في صالح المنتخب الوطني خلال هذه المنافسة.
وأضاف “نظرا لمستوى كرة القدم المغربية بكل فئاتها والترتيب العالمي +السادس عالميا في ترتيب الفيفا+ وترسيخ كرة القدم المصغرة، التي سبقت الفوتسال، في الممارسة الرياضية لدى الشباب والعمل الكبير المنجز في مجال كرة القدم بالمملكة، فرض المغرب على الخصوم احترامه في المنافسات الكروية العالمية”.
ولم يذهب تنقل الجماهير المغربية سدى في اليوم الأول وفي نهاية الأمسية، حيث احتفلت الجماهير بالدخول الناجح للمنتخب في غمار المنافسات بفوزه في الجولة الأولى على منتخب طاجيكستان (4-2)، وضربوا موعدا في المباراة المقبلة يوم 19 شتنبر مع منتخب بنما، الذي انهزم بنتيجة كبيرة ضد البرتغال (10-1).